من المتعارف عليه ان الكتابة الإعلامية بحاجة الى أسلوب وصياغة وفقاً لقواعد اللغة العربية , حتى تنعكس هوية الكاتب وفكرته لدى القارئ , ومن المهمات الأساسية للإعلامي تحويل أكثر الموضوعات غموضاً الى جمل عربية بسيطة أسلوباً , ومفهومة المعنى
فاللغة ليست وسيلة لنقل المعاني والفكر فقط ولكنها إضافة الى هذا جزء من الفكر إن لم تكن الفكر كله لذلك لم يكن غريباً أن يسأل سقراط جليسه " يا هذا , حدثني حتى أراك "
لهذا تؤثر اللغة الإعلامية في تصورات الناس , وفي استجلاء حقيقة الاحداث والاشياء , وفي إغناء الرصيد المعرفي واللغوي للجمهور , ومن العوامل التي ساهمت في إخراج الكتابات الإعلامية
ما تتبعه المنظمات من إرشادات منصوص عليها في الدليل الإرشادي للتحرير العربي , ويتضمن هذا الدليل أنواع الاستخدامات الصحيحة للكتابة باللغة العربية , و أساليب الكتابة الصحيحة , والتوظيف السليم لعناصر الكتابة , بالإضافة الى الكتابة الإملائية الصحيحة ومعرفة تطبيق قواعد الصرف والنحو , وحسن اختيار المفردات , والتنقيط المناسب
وتستخدم المنظمات الإعلامية هذا الدليل أيضا بهدف توحيد الصياغة التحريرية لمحتواها مما يعكس هويتها التحريرية الإعلامية , ولتكون اللغة متلائمة للوسيلة من ناحية ومع الجمهور من ناحية أخرى
وتضمن هذه الأدلة أيضا أهم النماذج الشائعة الاستخدام في المنظمات حسب مجالها , وهذه الأدلة هامة جداً بالنظر الى عدد الصحفيين والإعلاميين أصحاب الموهبة الذين يفتقدون للصلابة اللغوية
فقد أصبحنا نرى قصصاً وتقارير صحفية وخطابات إعلامية ومراسلات كتابية , بل ومقالات لرؤساء تحرير تملؤها الأخطاء اللغوية وتشوهها ركاكة الأسلوب , بالرغم من وجود أقسام التصحيح والتدقيق اللغوي في المؤسسات الصحفية والإعلامية والأدلة الإرشادية .